هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الأربعاء، 24 أغسطس 2011

سبب تأخر ثورة المعلمين الحقيقية بقلم : محمد خطاب




يتعجب البعض لعدد جروبات المعلمين علي الفيس بوك التي تضم الآلاف منهم ، يتحدثون فيها عن مشاكلهم و يتوعدون الوزير الذي لا ينتمي إليهم ، و الحقيقة أن هذه المجموعات التي تمثل كل معلم في مصر جغرافيا ، هي ملتقي الأفكار و الأطروحات التي لو انتبه لها معالي وزير السياسيات أحمد جمال الدين لشهد التعليم ثورة ، فمن أجدر بتطوير التعليم من المعلم المعجون بماء مهنته .. و القابض علي جمر المهنة الأصعب بكل المقاييس من نظيراتها في أي مجال آخر لأنها مهنة بناء البشر و  أعداد العقول و تهيئة الطاقات البشرية للدخول في مجال العمل و الاستخفاف بالمعلم صانع العلماء و باني النهضة في أمر مهنته هو امتداد لسياسة استعمارية هدفها تجرف العقول المصرية حتي لا تقوم لمصر قائمة و نظل نصرخ و نبحث عن سبب تخلفنا عن ركب الحضارة دون جدوى .. لأننا لا نري أو لا نريد أن نري السبب في ذلك .
أعرف من الصعب أن تخاطب رأي عام متشبع لحد الإيمان بأن المعلم هو ذلك الوحش الكاسر الذي يفتك بأبنائنا و هو قاطع طريق هدفه نهب أموال البسطاء ، وهي عينات موجودة بين معلمي مصر الشرفاء مثلها مثل كل المهن الأخرى و لان السادة الوزراء و لجان السياسات هدفها تجهيل الشعب حتى لا يعرف حقه و لا يطالب [أي إصلاحات فقد تم قتل التعليم وقصف العقل المصري بالتفاهات التي تلهيه عن أي مشروع نهضوي حقيقي ، أما سبب ضعف إقبال المعلم علي مظاهرات حقوقية بالأساس هو عقود طويلة من استعباد المعلم و إفقاده الثقة في نفسه و وضعه دائما محل اتهام لا محل تكريم و  التعامل معه كقطعة أثاث لا روح فيها تنقل بنشرة الموت السنوية و التي لا تراعي فيها كرامة المعلم بل يراعي فيها فقط المحاسيب .
هناك قول مأثور لمن سبقونا من عمالقة التعليم ممن نحتوا في الصخر و هو : أن المعلم كلما تقدم في السن في مهنته زادت امتهانه . و هي مقولة يتناقلها أجيال المعلمين كحقيقة مسلم  بها و ها نن كيف تتعامل حكومة شرف مع وزارة التعليم وصمتها عن تنفيذ وعده بتطهير المؤسسات من الفلول و خاصة التعليم الذي يأتي دائما آخر القائمة ، إن أتي أصلا ، لكن ما يعطي ضوءا في آخر النفق أن المعلم المصر يتعافي من سلبيته و الفكر الجمعي للمعلم المصري في تطور و ازدهار و طوفان التغيير سيأتي من قلب المعلم المصري ليجرف كل فلول الوطني وشرف .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق