هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الاثنين، 25 يوليو 2011

علي هامش الماضي ج1 بقلم : محمد خطاب




بالأمس وقعت عيني علي صورة باهته لرحلة مع الأصدقاء .. الصورة عشوائية ولكنها التقطتني واقف وظهري للكاميرا و بجواري فتاة وجهها غير بارز .. بحثت بحثا مضنيا داخل زوايا عقلي و ذاكرتي لأتذكر كل شي عن تفاصيل تلك الليلة ..  كل ما أذكره فتاة جميلة كانت تنظر إلي وتبكي ،اتجهت  نحو الرصيف الآخر وحيدة محاولة إخفاء دموعها ، كلمات متناثرة و همهمات لم التفت إليها كثيرا من  زملائي ، وجدتني مشدودا نحوها ، هرعت إليها حتى أني  كدت أسقط علي الأرض ، ابتسمت فازدادت جمالا ، سألتها مداعبا : لازم أقع عشان تضحكي.
أبعدت وجهها نحو الفضاء الواسع حتى لا تأتي عينها في عيني ، و صمتت .
وجدتي انظر إلي جانب وجهها بسعادة تائه في صحراء قاحلة وجد ينوع ماء ، قلت لها : جميلة السماء حين تكون صافية
قالت : و هل تعشق الصفاء
قلت : لم أر السماء صافية إلا في وجود
نظرت إلي و ابتعدت كثيرا ، قلت قلقا : هل أغضبتك ؟
قالت وجهها في الأرض : لم تقل ما يغضب ؟
قلت : لما كنت تبكي ؟
نظرت إلي وقد بوغتت بالسؤال ، ثم صمتت . اعتقدت أنها لم تسمعني فكررت السؤال ، نظرت إلي مرة أخري و قالت :
أنت تعرف السبب ؟
انسحبت من أمامي وتركتني غارق في حيرتي . نظرت الي حين التقت زميلاتها ، و الجميع ينظر لحزنها الشديد ثم ينظر الي غاضبا ، الاتهام واضح من قبل أعضاء الرحلة أنني السبب .
ركبنا الأتوبيس وتعمدت أن أجلس جوارها ، وقفت محاولة الخروج وحين وسعت لها المكان جلست مستسلمة ، صمت طويل ، الكل مجهد ومتعب جدا وما زال بقية من نبض نقاوم بها الإرهاق ، قالت لي : لماذا تتجاهلني دائما ؟
نظرت حولي فلم أجد غيري ، مندهشا قلت : أنا ؟
قالت : نعم ، أنت
قلت :لم يحدث أن تجاهلت أحدا ربما حدث عن طريق الخطأ و أنا أعتذر .
قالت : تعتذر عن ماذا ؟ من الواضح أنك لا تفهم شيئا وهذا يقلقني أكثر .
وضعت رأسها علي مسند الكرسي و أشاحت بوجهها عني ، شعورا غريبا بدأ يتسرب بين خلايا جسدي ، شعور لم أحس به من قبل .. واستغربت كيف لم أراها قبلا وهي أمامي و بجواري وخلفي .. تقريبا في كل خطواتي .. كانت تحاول إرضائي دون كلل  .. كنت أبتسم فتبتسم و أغضب فيعبس وجهها .. امتزاج غريب بين روحينا .. كل كلمة دارت بيننا و كل لحظة تجمعت أمامي في لحظات الصمت الثقيلة تلك .. أكاد أسمع بكاءها رغم كتمانه .. توحدت معها في لحظة الحب المهيبة تلك .. بالفعل وجودها ملاء حياتي حتي أني عندما يمر يوم ولا نتقابل تنتابني حالة عصبية و أعاتبها بشدة في اليوم التالي دون أن أدرك أنه الحب .. كنت في احتياج دائم لوجوده جنبي .. ولم أفكر في مدي احتياجها لي .. تمتمت بكلمات مبهمة مما جعلها تنظر متعجبة .. قلت : أعتذر لأني لم أفهمك بالقدر الكافي .. أعتذر لاني تسببت في ألمك .. أعتذر لأني لم أدرك أنك جزء من كوني .
بدت لي ابتسامة علي وجهها  ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق