هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 5 يوليو 2011

الوادي الجديد و كارثة الخروج من ممر التنمية

الوادي الجديد تمثل تقريبا نصف مساحة مصر و كانت وما زالت خارج اهتمامات الحكومات المركزية عبر التاريخ ، فقد كتب عليها أن تسجن داخل حدود جغرافية ذات طبيعة خاصة ، و كما قال جمال حمدان العالم الموسوعي أن تاريخ مصر هو تاريخ الشريط الضيق لنهر النيل و هو يؤكد توارث الرؤى وعدم تطورها بالنسبة للتوسع العمراني وإنشاء كتل سكانية بعيدة عن الشريط الضيق لنهر النيل ، و النظام البائد لم يفكر في التوسع العمراني الحقيقي في الوادي التي تعد شققها الاغلي بالنسبة لباقي المحافظات ، رغم أن مساكنها تحتاج لقانون خاص لتخفيض التكلفة لزيادة التوسع العمراني ، و حتى عندما توسعوا في إنشاء مناطق جديدة مثل الأربعين و الثمانين و العوينات كانت توسعات الأثرياء فقد عاد الوادي الجديد مجرد مصدر لزراعة الأثرياء التي تصدر للعالم ويحرم منها أبناء الوادي الجديد ، و الحقيقة أن التعامل مع الوادي الجديد علي انه منطقة زراعية خطير جدا فالوادي يعيش علي الآبار الجوفية التي يفرط الأثرياء في استهلاكها لصالح زراعات لا يستفيد منها احد ، وكنا ننتظر ان يدخل الواي الجديد ممر لتنمية المزعوم حتى يتم تطويره بالشكل اللائق به كمنطقة واعدة ، الا انه خاب ظننا وبمنطق الاستعلاء تم حذف الوادي الجديد من الفكر التنموي بعد الثورة ! لتعود الي زوايا النسيان ، لمصلحة من هذا ؟ و لمصلة قطار الوادي الجديد تسرق قضبانه وينتهي مشروع ربط مصر شرقها بغربها وكان ينقل فوسفات ابو طرطور لسفاجا ؟
أخيراً الوادي الجديد منطقة أثرية عظيمة سجلت أرضها متحفا رائعاً لكل العصور، و الوادي الذي يصل سكانه حاليا إلي 200 ألف تقريبا و البوابة الرئيسية لحدود مصر الغربية و الجنوبية ويمر بها أقدم طريق تجارى يربط مصر بالجنوب الأفريقي و هو طريق درب الأربعين الذي كانت تقطعه القوافل التجارية في أربعين يوماً. نرجو الآن يعود لأحضان الوطن لتنميته و جعله جاذبا للاستثمار و التوسعات العمرانية فيكون احد أطراف المعادلة التي حيرت ساسة هذا البلد ، و هي كيف نخرج من حيز 6% التي يتكدس أبناء الوطن فيها.
بقلم : محمد خطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق