أفاقت علي صورة باهته لأمها .. تحدثها عن اسم شخص كانت تناجيه طوال الليل .أشاحت وجهها بعيدا حتى لا تضعف أمامها وتكشف سر عمرها .. أخذتها الأم في حضنها ، فانهمرت الدموع من عينيها .. تمنت لو ظلت عمرها مختبئة بجوار قلبها .. قالت لها الأم بحنان : طفلتي الصغيرة وقعت في الحب .
بادرتها مدافعة بقولها : أعرف انك حذرتني مرارا و تكرارا من أن أضعف أمام أي رجل .. و سمعت نصيحتك وأغلقت نوافذ حواسي كلها أما الرجال .. لكن لي بيدي .. كانت هناك نافذة وحيدة مفتوحة في قلبي بانتظاره هو دون غيره ..مر منها ما ذنبي أنا .. ثم أنا
قاطعتها الأم : أنتي ماذا ؟ صحيح حذرتك لكن لا بأس ما دمت أحببتيه .. لكن هل يبادلك الحب انفرجت أساريرها .. ولمعت عيناها .. وحين همت بالإجابة انطفأ كل شيء تحت ركام من الأسئلة التائهة : كيف فاتني أن أسأله ؟ صحيح عيناه تحبني ، بل تعشقني ..
الأم : لكنه لم يفاتحك في شيء
قالت حزينة : نعم
الأم : ربما
وضعت يدها علي فم والدتها وقالت : أرجوك لا تنطقي بها .. يحبني .. قطعا يحبني .. و إلا ما تفسيرك لتهدج صوته .. ودقات قلبه التي أسمعها عالية حتي أكاد أسد أذني .. يحبني بالتأكيد .. اتركيني أحلم بالله عليك .... اتركيني .. اتركني
انسحبت الأم لعقل ابنتها .. فقامت من نومها صوب صورتها المعلقة علي الحائط وهي ترجوها أن تعود ويكملا حديثهما .. لم تتمالك نفسها وسقطت علي الأرض ثانية .. وهي تردد :
كان حلما .. كان حلما ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق