السيد عصام شرف ووزراءه مخلصون لمصر ، و المجلس يؤدي واجبه بأمانة ولكن لا نري إستراتيجية واضحة يديرون بها البلاد سوي إستراتيجية إطفاء الحرائق التي تمارسها باقتدار مما يعرض البلاد لمخاطر أشد لان إطفاء الحرائق يتطلب وعود إما من المستحيل تنفيذها أو تنفيذها دون دراسة مما يؤدي لمشاكل قد تجرفنا للهاوية . ولم نسمع عن هيبة الدولة سوي مرة واحدة حين أراد أن يعلن يحي الجمل عن وجوده بمجلس الوزراء في أزمة تعيين محافظ قنا وهو مسيحي و هو مما أثار أهل قنا و خرجوا علي الشرعية في احتجاجهم بوقف حركة القطارات و أصابوا الدولة بالشلل نتيجة قرارات غير محسوبة من مجلس الوزراء ، و أسقط أهل قنا منطق السيد يحي الجمل و هيبة الدولة بلكمة واحدة ، مما جعل الكل يتجرأ علي الدولة ، بل ويبتزها و اليوم نري بعض من الأقباط يرفضوا فض الاعتصام بعد أن رأوا تأثيره السحري في إركاع الدولة و مجلس الوزراء المرتعد في تنفيذ قرارات صدرها النظام المستبد للمجلس الحالي و هو ينذر بقرارات أشد خطورة وغير محسوبة ففتح الكنائس المغلقة أول نتائجه أزمة عين شمس ولن تكون نهايته وهو ما نخشاه ، لا يظن احد أنني ضد فتح الكنائس و لكن السؤال لما هي مغلقة هو ما يتوجب إن نعرفه؟ وهل وضعها قانوني ؟ كان يجب علي الدولة التركيز علي معاقبة المتسبب في المشاكل الطائفية الأخيرة و ترك النقاط الحساسة للتفاوض و عدم التسرع بالقرارات حتى لا يصبح التظاهر لعبة من يريد انتزاع حقه خارج الشرعية . أيضا ما سمعناه و أتمني إلا يكون صحيحا عن أن مصر لا مانع لديها من إنشاء أثيوبيا لسد الألفية ، هكذا أعطوا بتصريح غير محسوب الشرعية لمشاريع إثيوبيا ، الوقت الحالي لا يتطلب قرارات غير محسوبة و لتترك لحكومة منتخبة بإرادة الشعب ، لقد ترك مجلس الوزراء المشاكل العاجلة كمشاكل الاقتصاد المتدهور و طابور البوتاجاز والعيش و السولار الممتد بطول سنوات حكم مبارك حتى اليوم ، ولم يتوقف دور إطفاء الحرائق علي محاولة إقرار قانون دور العبادة الموحد و لا اعتراض عليه ولكني أقول مرة أخري إني لا اريد قرارات تتخذ تحت الضغط فنظل نعاني من ثغراتها سنوات إلي يتم سد تلك الثغرات ويجب أن تؤجل القرارات المهمة لحكومة منتخبة من قبل الشعب ، حتى لا تكون قراراتنا لغم تنفجر في وجهها و تجرف البلاد إلي الهاوية . الحكومات المرتعشة لا تصلح لاتخاذ مواقف أو قرارات تؤثر علي المستقبل و تهدد الحاضر ، و ها نحن نري وزير التضامن يعيد طرح فكرة وزير العهد البائد مصلحي وهو مسألة توزيع أنابيب البوتاجاز بالبطاقة الذكية ، لا جديد في الفكر و لا تغيير في السياسات لان صناع القرارات في الوزارات المختلفة لم يتغيروا اقصد بالطبع كبار الموظفين والمستشارين و هم من السبب الرئيسي لقيام الثورة بأفكارهم الكارثية و الفساد الذي شاب الوزارات المختلفة و بنظرة لوزير التعليم جده يدور في نفس سياسات العهد البائد ما زال يقر نفس السياسات بخصوص امتحانات الكادر و الارتقاء بشأن التعليم ، شكل لجان لتقترح عليه نفس أفكار العهد البائد فقد اشتكي المعلمون من إهانة امتحان الكادر و عدم جدواه ليفاجئهم بما هو أسوأ ( تقليص دور اختبار الكادر، بحيث لا يظل وحده المعيار الوحيد لانتقال المعلمين إلى الدرجات الوظيفية، على أن يصبح "تدريب المعلم" في الفترة ما بين الدرجة الوظيفية والتي تليها هو المعيار الرئيسي للحصول على المسميات الوظيفية الأعلى، إلى جانب عدة معايير أخرى من بينها الامتحان، ولكن بعد تغيير طريقته بحيث تنخفض مدته ويقل حجم أسئلته.) أي امتحان وتدريب !! وكان من الأولي تدريب فقط بدون امتحانات تؤذي المعلم و تشغله عن أداء مهامه الأساسية وهي الطالب و الناتج المالي مازال صفر ووضع المعلم متدهور .
اثر تدهور الأمن علي مجال الطب مما أدي لوقف العمل و إضراب الأطباء في بعض الأحيان عن العمل و النتيجة : وفاة 5 مرضى، على قوائم انتظار مستشفي الساحل التعليمي، بسبب توقف إجراء زراعة ونقل الأعضاء في الكثير من المستشفيات المصرح لها بإجراء هذه الجراحات، بسبب أعمال البلطجة.
كما أن عدد جراحات زراعة الأعضاء انخفضت في الـ6 أشهر الماضية بسبب البلطجة، حيث أجرت مستشفيات وزارة الصحة 777 جراحة زراعة كبد وكلى، بينما كانت تجرى نحو 2000 حالة خلال هذه الفترة، مؤكدا أن الدولة تتحمل تكاليف الزرع في المستشفيات الحكومية فقط.
الثمن الذي يدفعه الشعب المصري فادح لان الدولة تحتاج لوزراء لديهم القدرة علي الابتكار ووضع حلول منطقية وعاجلة ، وزراء لديهم إصرار علي تطهير الوزارات من الفاسدين ووضع خطة طويلة المدى لمستقبل مصر ، وزارة تضع التعليم والصناعة والصحة أولي اهتماماتها بدون شعارات ولكن بمشاريع تطرح علي الرأي العام .
أخيرا ، كل شيء يتدهور وينحدر للهاوية بسبب عدم النجاح الكامل للثورة ، يبدوا أننا فرحنا بقطف الرؤوس و نسينا الجذور المتعفنة الضاربة في ارض مصر والتي دون اجتثاثها لن تتحسن الأحوال و قد نستبدل الظالم بما هو أقشي و أشد و ننتظر سنوات و سنوات حتى نقوم بثورة أخري و يومها نكون هرمنا أطفالا وشباب .
بقلم : محمد خطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق