هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 5 يوليو 2011

قصة قصيرة : زائر الليل بقلم : محمد خطاب

في عمق الليل، وأثناء تسجيل بعض الأفكار علي الورق خشية أن أفقدها للأبد..
 

رن جرس التليفون ؛ مما أرعبني . كانت أمي تخشي دائما رنين التليفون أو أن يطرق أحد
باب منزلنا ليلا ، وتقول : زائر الليل لا يأتي بخير . سقطت سماعة التليفون من يدي
علي الأرض .. فعاودت التقاطها  .. كانت السماعة
ثقيلة جدا علي أذني و صوت امرأة تصرخ: (أنقذني أرجوك سيقتلني). قلت لها بصوت مرتعش
: ( من معي .. ومن سيقتلك ولماذا ؟ ردي علي ) تعالي صراخها: ( أرجوك أنقذني لم
أفعل شيء .. مزق جسد أبنائي و .. ) انقطع الصوت فجأة .. حاولت أن أفعل شيئا حركت
السلك نفخت في السماعة.. أخذت أرجوها أن تكمل حديثها معي دون جدوى.. فالحرارة
انقطعت .. ارتميت علي سريري مرتجفا و العرق تصبب مني بغزارة ، والدموع تغالبني ،
وأنا أتخيل المرأة المسكينة وهي غارقة في دمائها .. أحسست باختناق . ملت بنصف جسدي
خارج الشباك لأملأ رئتاي بهواء نقي .. تأملت المارة بالشارع لعل أحدهم القاتل..
وجدتهم متشابهين في ملامحهم  حتى في انحناءة
ظهرهم وكأنهم يرضخون تحت جمل كبير .. رن الجرس ثانية .. و المرأة تحدثني بصوت خافت
: ( انتهي كل شيء  .. لقد تحررت منه ..  نم هانئا ) . وضعت السماعة سريعا، وتركتني
تتقاذفني خيالات جامحة عن امرأة تصرخ، ودماء تنزف.

alt
 الأدب العربي

دنيا الرأي
مجلة الفكر الحر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق