هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 5 يوليو 2011

كشف حساب أربعيني

يمر العمر سريعا وما كان بعيدا تتجاوزه في لمح البصر هكذا تدور تروس الحياة وندور معها إلي أن تفرمنا آلة الزمن ونخرج من كوكب الأرض. أربعون عاما مرت و أنا ألهث خلف عقلي الذي لا يكف عن التفكير ، و لان الأجوبة تخلق الأسئلة ، استهلكت عمري في السعي لفهم العالم و لم أسبر غوره للآن ، ليت أني مثل كنفوشيوس الذي يقول ( لما بلغت الخامسة عشرة كان عقلي منعزلا بالتعليم و في الثلاثين أصبحت لي آراء راسخة ، وفي الأربعين تحررت من الشكوك ... ) ولكن هيهات فالحكمة منغلقة إلا علي بعض مريديها ، فقد كنت شخصية تراجيدية التي عرفها ميللر بأنه (شخص يطرح أسئلة إجاباتها عبارة عن تعريف بالإنسانية و الطريقة الصحيحة للحياة معتبرا العالم موطنا بدلا من اعتباره ساحة حرب أو ضباب تتلاقي فيه الأرواح الشاردة في ليلة ليلاء ) كنت أبحث عن ذاتي دوما من خلال كتابة خواطري بأيد مرتجفة وقلب ينبض حد التوقف خشية أن يطلع أحد علي مكنون ذاتي و لأني آمنت بأن تحقيق الذات كما عرفه ماسلو ( الاستفادة الكاملة و الاستغلال التام لكل المواهب و القدرات الكامنة و الإمكانات المتاحة لدي الفرد ) فقد سعيت من خلال القراءة المتواصلة و الكتابة قليلا فهم عالمي حيث ( إن التأمل و الزمن يغيران الرؤية قليلا قليلا حتى نتوصل في النهاية إلي الفهم ) كما يقول سيزان . و لأن لا أحد يعيش حياتك و لا أحد يتلقي مصيرك فقد قررت أن أستمر في البحث دوما عن ذاتي وسط ركام الأسئلة و عناء البحث عن أجوبة ، أواجه مصيري مثل كافكا الذي قال ( إني اكتب بالرغم من كل شيء ، وبأي ثمن فالكتابة كفاحي من اجل البقاء ) و اصرخ معه و أردد معه ( أود أن أنزع من نفسي بالكتابة ، كل حالة القلق فأنقلها من أعماقي إلي أعماق الورق )
فالقلق هو ضريبة عقل نشط يبحث في جنبات الكون عن إجابات لأسئلة لم تولد بعد ، و قد أصبحت أكثر وعيا بطبيعتي الداخلية الخاصة ، و أسلك وفقا لهذا الوعي .

بقلم : محمد خطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق