هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 5 يوليو 2011

قصة قصيرة : حياة بقلم : محمد خطاب

منذ أن سكنت في بيت حماتها ، وهي تحاول جاهدة إرضائها دون جدوي . يومها ضائع بين عملها ، وخدمة حماتها ، وفي الليل توقظها حماتها مفزوعة بزعيقها : أصحي يا بت .. إنتي عاملة نايمة قومي هاتي
                        الدواء  ..طبعا ما جوزك متشحطط في الخليج 
                     يعبي الفلوس وراميكي في قرابيزي عالة عليه .  
  أسرع إلي حجرتها ، وأنا أفرك عيني ، وقبل أن تكمل قصيدة الليل والنهار .. أناولها الماء وأقراص العلاج .. تتناولها مني مترددة وهي تنظر الي عيني نظرة شك ، وبعد أن تتأكد أنه علاجها .. تأخد الاقراص دفعة واحدة .. ثم تلتفت إلي قائلة: طبعا نفسك أموت .. طول
                                  عمرك سماوية .. وعشان كده مخلفتيش
                            لحد دلوقتي .. ربنا لا يعطي الوجه العفش خير
                          .. ابني مسيره يتجوز عليكي .. ساعتها يشغلك
                            خدامة عند مراته التانية .
أختفي من أمامها و أنا منهارة من البكاء ،لا أعرف سببا لعداوتها لي  ، و تجريحها ، وإهانتها الدائمة في كل خطوة أخطوها . يخطر لي أن اذيقها من نفس الكأس .. العين بالعين . دائما تأتي في أحلامي وهي ميتة ممزقة ، والذئاب تنهش  جسدها.. أحاول أن أطيل نومي لأستمتع بمنظرها .. أصحو علي دماء تغرق سريري .. أجري علي حجرتها أجدها تغط في نوم هانيء .. ستة سنوات ونفس الحلم يتكرر ، وزوجي لا يأتي من السفر وهي لا تكف عن إهانتي .. جسدها تقرح من النوم المتواصل في السرير .. أذهب بها إلي الحمام وأشطفها .. ,أضع المراهم حول جسدها .. وهي تسبني وتلعنني وتبصق علي .. أنشف جسدها وهي تردد بذاءاتها .. اتصلت بزوجي وبكيت له آلاف المرات من معاملة امه .. لم يسمعني .. طلبت منه أن يعود رفض . قررت أن اتخلص من هذه السيدة المزعجة . نادتني في الليل كالعادة .. لم ألبي ندائها .. أخذت تلعني وتلعن يوم عرفتني .. تماسكت وقلبي يتمزق علي السيدة العاجزة عن الحركة وهي تستنجد بي .. لاول مرة أسمعها تناديني بابنتي .. جريت علي حجرتها .. الدموع وحشرجات الروح تشق فضاء الغرفة .. مددت يدي المرتعشة بالأقراص تناولتها مني دون تردد ووجها يزداد احمرارا و بريق الحياة بدأ ينطفأ ..    
 





الأدب العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق