A Boor Asleep
1630
by Adriaen Brouwer
انزلقت قدماه في الوحل الذي يغطي الشارع .. أخذ يرفس بقدميه في الطين فيزاد بلله وهو يقول : هذا ما كان ينقصني لتكتمل سعادتي .. هذا اليوم بالذات دونا عن جميع الأيام .. أنزلق في الوحل . بصوت عالي ووجه للسماء :
يا رب صبرني علي غباء مديري و ابتلاء المطر..
اغسلني يا الله وأرجعني نظيفا حتى الحق بعملي .
بالطبع لم يعود نظيفا فرجع للمنزل وهو يحلم باللحاق بالعمل أنيقا كما خرج .. ومديره في العمل يحادثه بلباقة عن دوره الهام في العمل وانه كادر مهم من كوادر المؤسسة .. نظر إلي ساعته - وهو يزيح عنها الطين – دون جدوى .. فلا شيء يبدو خلف زجاجها ولا حتى صوت يدل علي حياة بها .. فتح الباب بعصبية وهو يردد :
قليل الحظ دائما .. كل شيء عائقا أمامي ..
لن أتزوجها طالما سبحت ضد تيار الحياة .
ثلاث شهور في العمل .. يؤدي واجبه بكل جد منتظرا كلمة شكرا أو ابتسامة رضا من مديره دون جدوى .. دائما خصومات علي أتفه الأشياء
سأل زملائه كيف يرضي طموحات رجل كهذا بل وأحضر كتاب كيف تكسب مديرك وقرأه آلاف المرات . وكلما نفذ بندا فيه نفحه مديره بخصوماته التي لا تنتهي .. نصحه عالم ببواطن الأمور بإشارة واحدة بيديه ملمحا للرشوة .. ذهب للسوق يبحث عن كتاب كيف ترشي مديرك لم يجده .. قرر في الصباح إعطاء مديره رشوة فحوله للتحقيق .. واليوم يجب أن يمثل أمام المحقق وإلا خسر عمله . قال لنفسه وهو يستمتع بماء الدش المنساب في سلاسة علي جسده :
ما أجمل أن يدغدغك الماء وينعش حواسك ؛
فتدرك أنك علي قيد الحياة .
رسم وجهها علي بخار الماء المغطي للمرآة وقطرات الماء تنزلق مراوغة ؛ فتتغير ملامحها .. كسر المرآة و هو يقول :
حتى وجهك لا أستطيع رسمه .
تليفونه المحمول يرن .. رقم تليفون غريب .. قال :
هذا ما كان ينقصني .. رقم غريب .. لا لا لن أرد .
ترك تليفونه المحمول في المنزل وخرج يبحث عن مكان في الحياة وعينه معلقة بالسماء ، والشمس تحاول البزوغ من بين ستار الغيوم الكثيف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق