سقط الفارس عن صهوة جواده في لحظة تاريخية ، أصيب رئيس الوزراء عصام شرف بوعكة صحية أثناء تشكيل وزارته ، هذا ما حدث للسيد عصام شرف أول رئيس وزراء في مصر بعد الثورة يحصل علي مباركة شعبية من ميدان التحرير ، واجه الرجل عقبات كثيرة أما تحقيق مطالب الثورة ، و لأننا لا نعرف الكواليس التي ربما يتم الكشف عنها قريبا ، ولكن ما يمكن رصده هو أنه أخطأ خطأ تاريخيا حين اعتمد علي وجوه من وزارة شفيق ، والتي كان بها رجال كثر يدينون بالولاء للنظام السابق ، كذلك لم تكن هناك خطة واضحة تضعها وزارة شرف للخروج بالبلاد من أزمتها الاقتصادية و توفير فرص عمل و اكتفي السيد شرف بزيارات لم تجني منها مصر فائدة تذكر . أكبر أخطاء وزارة شرف أنها لم تنظف وزارة الداخلية بمساعدة منصور العيسوي ممن أجرموا في حق الشهداء و تصدوا بوحشية المظاهرات ، كذلك لم تفتح تحقيقا موسعا حول ملفات أمن الدولة التي سلمها الشغب طواعية واختيارا للمجلس العسكري . خطورة عدم تنظيف الداخلية هو أن كل متورط في قضية بديهي أنه أخفي أدلة إدانته ، السيد عصام شرف رئيس الوزراء وثق أكثر من اللازم في معاونيه من الوزراء و في قدراتهم أكثر من اللازم .
هل تدفع مصر ثمن نقص خبرات إدارة الدولة لرئيس الوزراء و مجلسه الموقر ؟
وهل يدفع السيد عصام شرف ثمن الطاعة العمياء وقيامه بدور ليس من اختصاصه وهو إيصال رسائل محبة ومودة في آسيا و أفريقيا ، وكانت نتيجة تلك الزيارات : إصرار أثيوبيا علي إنشاء السد دون الرجوع لمصر ! ، و عقاب دول الخليج لمصر لنجاح ثورتها و محاكمة الرئيس سيء الذكر مبارك فسربوا خبر إنهاء عقود المصريين العاملين لديهم للضغط الاقتصادي علي مصر .
هل يجدي ترقيع الثوب الممزق أصلا بوزراء لم يختاروا بعناية بدليل ثورة موظفي هيئة الآثار علي تعيين بديل لزاهي حواس من خارج أبناء الهيئة .
أتوقع أن يعتذر السيد عصام شرف عن رئاسة الوزراء بداعي حالته الصحية و بذلك يكون خروجا مشرفا من رئاسة وزراء تحتاج لنوعية من القيادات الملهمة تستطيع اتخاذ القرارات الصعبة المدروسة دون أن تقبل التأثير من أحد ، شخصية يحبها الجميع ويساندها الشعب أيضا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق