هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 5 يوليو 2011

خاطرة : اليوم الاول بعد الرحيل - محمد خطاب


في سريرنا و علي نفس فراشنا و صورتك بجواري .. لن أحصي الساعات يل سأوقفها حتى لا أعيش لحظة بدونك.
دوامات الحياة دوائر تسحبنا دائما نحو المجهول ، تظل تدور بنا حتى نفني داخلها . بين يأسي من أن تعودي لي و اختفائك المفاجئ جرح عميق.. وندوب تركها رحيلك من حياتي . فالموت ذلك الفناء المطلق .. يشرع أجنحته ليحرمنا بقسوة من كل شخص نحبه ، يضع نهايات غير متوقعة لكل شيء ، ورغم ذلك نواصل مسيرنا في الحياة محاطين بركام هائل من العدم يتهدد وجودنا في مشوارنا القصير علي كوكب الأرض ، نسير بخطوات ثابتة في الحياة ، وابتسامة باهته تكلل وجوهنا ، نتصارع علي وظيفة ، أو مال ، أو حتى امرأة ،ونحن نعرف أن الفناء ينتظرنا في أحدي الزوايا .. لكنه جبروت الإنسان .. هذا الصباح مختلف عن سابقه ، أول يوم بعد رحيلك يا زهرة العمر .. كل الأشياء مشحونة بالحزن عليك .. ملابسك التي طويتها ورتبتيها بشكل متناسق في دولابنا تناديك يا ياسمينة القلب .. رائحتك تعبق حجرتنا .. وصوتك المعلق في فضاء المنزل ، و أنت تناديني من أجل مشاهدة أحداث كنيسة القديسين ودموعك تنهمر علي من ماتوا . كل شيء يا حبيبتي كان ينبئ بالفراق . كنت تعرفين الموعد وخبأته عني حتى لا أتألم .. لا أنسي عندما أفقت علي ابتسامتك الحلوة و أنت تقولين كيف لم ألاحظ أنك أجمل رجل في الدنيا ، فأداعبك من أحلي أنا أم مهند ؟ فتردين يا توأم الروح ، بدون تردد : أنت فارسي الذي مشي معي مشوار العمر وقفز بي فوق كل الصعاب ، لم تتبرم يوما مني ومن أبنائنا .. لا أقارنك بأي إنسان مهما كان . يا الله كيف لم ألاحظ أنها كلمات وداع .. أضعت العمر و لم أدرك أن فنائك فنائي ، و رحيلك رحيلي ، و قبرك مزاري و ملاذي ، كيف هونت عليك إلي هذا الحد ، ترحلين و تتركيني ريشة في مهب العواصف .. تتقاذفني خطوب الحياة .. البيت بلفه الصقيع بعد أن توقف نبضك فيه .. الساعة الثانية عشرة مساء موعد رحيلك .. و رحيلي يا ياسمينة القلب .. سأنتظر اللقاء
alt
نشرت في المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق