مر قطار وتلاه آخر .. وهو جالس علي مقعده يتأمل الناس المصطفة لركوب القطار .. وما أن يتوقف القطار حتي ينفجر بالركاب المتدافعة للهروب من جحيم الزحام ، والأجساد المتلاصقة داخل المترو .. لا أحد يلتفت نحو الآخر الكل يمشي مسرعا .. انشق المكان عن امرأة تهيم علي وجهها مولولة : صغيرى أين أنت .. يا ناس إبني ضاع . توقفت حركة المترو وتفرغ الناس لحال المرأة وكل فرد يقترح عليها فكرة .. ربما تكوني نسيتيه في المترو أو في البيت .. بلغى الإذاعة الداخلية في المترو .. أوصفي لنا شكله . أخذت المراة تفكر عميقا : ابنى ؟ ! . سألوها مرة ثانية ، فكرت كثيرا حتي اعتقدوا انها فقدت الذاكرة ، لكنها عادت لنفس تساؤلها : ابنى ؟! أوصلوها لمكتب الضابط وتركوها وعادت الحركة مرة اخري سريعة نشيطة متدافعة .. كأن شيئا لم يحدث .. خرجت المرأة وهي تصرخ وتولول ثانية : ابنى
إلتف حشد آخر وسألوها نفس الأسئلة وأوصلوها لمكتب الضابط .. وعادوا للتدافع مرة أخري . خرج الضابط من المكتب غاضبا ؛ توقفت الحشود المتدافعة خشية أن يزعجه احدهم بحركته . أشار للناس بالتحرك فاختفوا كلهم عدا المرأة التي تبحث عن ابن لايعرفه أحد .
كتبها محمد خطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق