ألم شديد في باطن قدمي، والأبرة المتشبثة باللحم لا تبارح مكانها .. أنتظرت ساعة كاملة في أنتظار الطبيب .. بعدها .. دخلت الممرضة ووضعت كمامة الأكسجين علي وجهي بالقوة.. بعد أن بائت محاولات إقناعها أن الألم في قدمي .. أستسلمت للأمر الواقع بعد أن رمقتني بنظرة مهددة.. أخذت شهيقاً كاد أن يقتلع رئتي من مكانها.. وأخرجته ببطء حتى لا أغضبها .. نظرت علي قدمي المتورمة بحسرة .. و نوبات الألم تسري في جسدي كله .. أخيراً جاءت الدكتورة بوجه باسم أراحني كثيراً .. طلبت منى أن أشمر عن ساعدي لتقيس الضغط.. أشرت لها علي قدمي المتورمة .. تبخرت ابتسامتها وسط غضب شديد ، ولوم.. بعد أن انتهت من قياس الضغط.. نزعت الممرضة عني كمامة الأكسجين، ووضعت في فمي ترمومتر قياس الحرارة ثم أخرجته سريعا، وانصرفوا جميعا.. انتفخت قدمي وأصبح الألم لا يطاق .. صرخت أنادي لإنقاذي .. دخل دكتور يتمتم بكلمات غير مفهومة ، و معه عسكري .. أشار الدكتور للعسكري قائلا : هذا الولد يزعج المرضي ويرفض أن نعالجه . امسك العسكري بتلابيبي .. وسحبني علي القسم ولم يهتم باعتذاري لإزعاج المرض وللأطباء .. وبعد احتجاز دام ساعات في القسم .. أخرجني الضابط حتى يتخلص من رائحة قدمي المتقيحة .. وأعادني للمستشفي مرة أخري .. وبعد ساعة ؛ دخلت الممرضة، ووضعت كمامة الأكسجين علي وجهي.. أخذت استنشق و أستنشق.. حتى دارت راسي ، وفقدت القدرة علي رؤية أي شيء .. لكني التزمت الصمت ، و لم انفعل لكي لا أغضب احد .
تأليف : محمد خطاب
نشرت في المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق