هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 5 يوليو 2011

قصة قصيرة (هو)


( هو) يحترمني، والعمال اعتبروني القائد الوحيد للمكان.. منذ قدومي لإدارة المؤسسة - بعد تدخل أقاربي في الوزارة – والناس يرحبون بوجودي.. شيء واحد يغيظني بل ويضغط علي أعصابي ؛ تهامسهم باستمرار ، و ضحكاتهم المكتومة كلما مررت بهم .. لا يمكن أن يقصدوا أي إساءة.. لا يوجد أي ذراع يمين لي بالعمل رغم فقدي لذراعي الأيمن نتيجة حادث، لا أريد الحديث بشأنه الآن حتى لا أتحسر علي ذراعي.. آه لماذا تذكرته الآن ! سأبكي، و أنا لا أريد أن أبدو ضعيفا وسط جيش الموظفين في الشركة.. عندما زارني وفد أجنبي لمعاينة الشركة قبل بيعها .. بكيت و أنا أقبض الرشوة بيدي الشمال بعد أن كانت اليمين هي صاحبة الفضل في ثرائي .. رشوة من قال رشوة .. لا لقد اخبرني أقربائي داخل الوزارة أن وجودي علي رئس الشركة هدفه تصفية الشركة … لذلك كان علي أن اكتب تقارير مزيفة لرئيس الوزراء عن فشل إصلاح الشركة فتقوم الدولة ببيعها مثلما باعت كل شيء.. كان عملا في غاية السهولة .. يتم عن طريقه ( هو ) رجلي القوي الذي رافقني طول رحلتي الطويلة في تسلق المناصب..
( هو ) دائما يطيعني و يصعد بي اعلي الدرجات في الحياة .. حساباتي في البنوك تضخمت بفضل ( هو ) .. بكي ( هو ) في مرة أثناء تقاضي رشوة .. لكنه ما أن رأي الدولارات حتى انفجر ضاحكا.. غدا، لجنة البيع الحكومية ستقرر مصير شركتي كم أنا حزين لان أيام نهب خيرات الشركة أوشك علي الانتهاء.. المؤكد أن عملية البيع ستؤول في النهاية لي وأصدقائي .. عندها سنفترق أنا و (هو) لأني لا أحب الغشاشين! ، و لا المرتشين! يجب أن استفيد من أخطاء الحكومة .. سألني ( هو ) عن مصير العمال وكان ردي قاطع : هم كسالي وعبء علي العمل ، وعبء علي الحياة كلها ويجب استئصالهم هكذا تسير الحياة بدون يعترض تقدمها رواسب البشر .. البقاء دائما للقوي أليس كذلك ؟! سيعتصمون بعض الأيام ويضربون عن الطعام أيام أخري بعدها سوف ينصرفوا جميعا للبحث عن لقمة عيشهم بعيدا .. كل شيء محسوب جيدا .. قاطرة الأثرياء لا يجب أن يوقفها فقراء لا لزوم لهم و أعود و أؤكد لك أنهم رواسب بشر .. البشر الحقيقي الذي يعرف كيف يفترس غيره من اجل الوصول لأعلي .. لأعلي … لأعلي . تركني ( هو ) و أنصرف يلعن اليوم الذي تقابلنا فيه .. ههه ولا يهم ما دمت أربح وهم يخسرون !
تأليف : محمد خطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق