هل يتخيل أحد أن زعمائنا الذين طالما تغنينا باسمهم و صوروا علي أنهم وحوش يحكمون العالم بأسره و أبطال مغاوير وفرسان لا يشق لهم غبار ، بانوا علي حقيقتهم مجرد فئران مذعورة ، يستطيع رجل الشارع البسيط بوقفة احتجاجية جعله يرتعد .. بل أن يجعله يركع متوسلا اتركوني حتى نهاية مدتي فقط ، ثم يستجدي أناس طالما قهرهم واعتقلهم و قام بتصفيتهم بل وسرقهم بلا حسيب و لا رقيب أن يتركوه يخرج بكرامة . هذه صورتهم الحقيقة من زين العابدين تونس ، لمبارك مصر ، و قذافي ليبيا ، و علي صالح اليمن و آخر العنقود بشار الأسد الذي بدا في خطابه الأخير أمام برلمانه شاردا حزين أنه مضطر لاعترف بوجود شعب سوري بعد أن عاش طويلا علي جبال الأوليمب مثل آلهة الإغريق يتلذذ بتعذيب شعبه مثل إخوانه الزعماء المخلوعين ، كان الأسد ينظر مذهولا لصفوة الابتذال و النفاق وهم يوقفون حديثة بمديح لا يبعد كثيرا عن ما كنا نسمعه في مواكب زعمائنا المخلوعين ، نفس الكلمات و نفس الأسلوب في التضليل والزيف ، لم يتغير سوي الأشخاص حتي مفتي سوريا لم يحترم منصبه الديني وكاد يسجد لبشار ليغفر لشعبه جرأتهم عليه وطلبهم مزيد من الحرية وإلغاء قانون الطوارئ ، لم يهن علي الأخ بشار الأسد الابن المدلل لسفاح سوريا حافظ الأسد ؛ أن يعلن إنهاء قانون الطوارئ أو إعطاء مزيد من الحريات ظل يناور في حديثه وينمق الكلمات و يبحث في قواميس السياسة القمعية التي شربها منذ نعومة أظفاره عن كلمة شعب أو مطالب مشروعة لشعب ، و انهي حديثه دون أن يقول ما جاء ليقوله ، ويشتعل الشارع السوري و تدور عجلة الحرية بأقصى سرعة لتقتلع نظام قمعي آخر أشد قسوه من أسلافه في مصر و تونس وليبيا و اليمن .
كتبها محمد خطاب
كتبها محمد خطاب
نشرت في المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق